الثلاثاء، 22 يناير 2013

بحث عن الارهاب

بسم الله الرحمن الرحيم
سأقدم الان بحث عن الارهاب 
بحث عن الارهاب واليكم التفاصيل

الإرهاب كلمة في اللغة العربية اشتقت من الرهبة والتخويف، وكلمة "Terror" في الإنجليزية تعني الخوف وقد اشتق منها مصطلح Terrorism.
وقد اختلف في المعنى السياسي لكلمة ارهاب العربية إلى قسمين :
عرفه البعض بانه أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة. ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف. فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدينة المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات. ويُعرف كل من يضلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الأمنين بالإرهابي أو الإرهابية.
أما في الإسلام فهو نوع من اعداد القوة والسلاح لاثارة الرعب في نفوس الاعداءوتخويفهم لمنعهم من الاعتداء على المسلمين اي انه نوع من العمليات الاحترازية العسكرية حيث ورد في الآية القرآنية : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو والله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) سورة الأنفال:60
عالمياً وبسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى. الجدير بالذكر أن الإسلام في الوقت الراهن قد نال النصيب الأكبر من هذه العبارة لأسباب سياسية تحكمها القوى الكبرى وأسباب دينية نشأت من اختلاف المذاهب.[بحاجة لمصدر]. يمكن مطالعة هذا المقال بلغات أخرى مثل الإنكليزية لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف عما هو هنا.

تاريخ

يقول الكاتب المحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان ان تاريخ العمل الارهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة وقد وضع الكاتب نفسه تفسير لمعنى كلمة الارهاب ووصفه انه العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد اهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور.
العمل الإرهابي عمل قديم يعود بنا بالتاريخ مئات السنين ولم يستحدث قريباً في تاريخنا المعاصر. ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط. وفي القرن الحادي عشر، لم يجزع الحشاشون من بث الرعب بين الأمنين عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب.
ولاننسي حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الاعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ"فترة الرعب"، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة "بالإرهاب الممول من قبل الدولة". فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الارستقراطية الأوروبية عموماً.
ويرى البعض ان من أحد الأسباب التي تجعل شخص ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت اقتصادية أو عن طريق الإحتجاج أو الإعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير. ويرى البعض أن بتوفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس (سواء أغلبية أو أقلية) من شأنه أن ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية.



في الإسلام

ان الخلط في مفهوم الارهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الاصل اللاتيني. المعبّر عنه اليوم بالارهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، .أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror فإنه لا خلاف على تحريمه[1]:
وأجمعوا أنه لا يجوز قتل شيخ فان من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين.


الأعمال الإرهابية
قبل القرن الحادي عشر، أبرز عمليتين ارهابيتين هما عملية سرية قامت بها طائفة من اليهود ضد الرومان وتضمنت اغتيال المتعاونين معهم، وعملية اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخوارج.
فيما يلي بعض من الأعمال المتفق على أنها إرهابية:
حادث نشر غاز السارين في نفق قطارات في اليابان.
حادثة تفجير طائرة البان آم فوق سماء لوكربي الاسكتلندية.
تفجير المبنى الفيدرالي في ولاية اوكلاهوما الأمريكية.
تفجير فندق الملك داوود بواسطة عصابات صهيونية مستهدفة المندوب السامي البريطاني في فلسطين.
مذابح ضد المدنيين دير ياسين وقانا بواسطة العصابات الصهيونية هاجاناه.
تفجيرات الرياض عام 1995 والخبر كانت بعض العمليات الإرهابية في السعودية واستهدفت في الغالب الوجود الغربي.
تفجيرات سفارات الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام كان عمليات لاحقة في أفريقيا، وأشيع تورط تنظيم القاعدة فيها.
11 سبتمبر 2001 والتي خلّفت نحو ثلاثة آلاف قتيل من جميع دول العالم، وتكبّد العالم بأسره خسائر تقدّر بمليارات الدولارات.
استهداف المدنيين الإسرائيليين على أيدى البعض، والذين يعتبرون هذه العمليات ضد المدنيين إنما هي رد على العمليات الإسرائيلية القمعية ضد مدنيى فلسطين كمذابح قانا ودير ياسين، وكذلك عمليات التهجير والاستيطان.
عمليات الإرهاب في جنوب شرق آسيا من قبل جماعات كـأبو سياف، لها في الغالب علاقات مع جماعة القاعدة.
عمليات الإرهاب في روسيا وتتهم روسيا التنظيمات الشيشانية بالضلوع فيها بينما ينفي الشيشان.
العمليات الارهابية التي استهدفت مبنى الامم المتحدة وضريح الامام علي والزوار الشيعة وغيرها التي حدثت في العراق بعد عام 2003.
السعودية تعرضت لهجمات ارهابية منذ 2003 من قبل خلايا إرهابية في السعودية يشاع أن لها علاقة بالقاعدة.
تعرضت اسبانيا ثم المملكة المتحدة لعمليات ارهابية استهدفت وسائل النقل العامة، حيث تعتبر هدف سهل للإرهابيين.


من هو الإرهابي
إذا كان جيل دولوز قد حدد وظيفة الفلسفة في نحت وبناء المفاهيم، فإن مفهوم الإرهاب اليوم بات من أكثر المفاهيم تطلبا إلى التمحيص الفلسفي والمساءلة النقدية، ذلك أن الدعوات التي أخذت تتعالى بضرورة إشاعة وإنعاش الفكر النقدي لدى الأوساط الجماهيرية العريضة، بغية تقويض أشكال التفكير المتطرفة والمولدة لجملة الأفعال المصنفة إرهابية، لم تشمل دعواتها هذه إعمال المساءلة النقدية لمفهوم الإرهاب نفسه، بل انطلقت منه كمسلمة مسكوت عن ماهيتها الحقيقية. ولعل أنجع ما يمكن أن نستهل به مساءلتنا النقدية لهذا المفهوم خاصة بالشكل الذي باتت تلوكه به وسائل الإعلام هو أن الأمور تعرف بخواتمها. فلنتساءل من استفاد أكثر من أحداث 11 سبتمبر بنيويورك؟ ومن استفاد أكثر من أحداث 16 ماي المغربية ؟ ومن المستفيد من الأحداث الدموية المتتالية بالعراق اليوم؟[من صاحب هذا الرأي؟]


الارهاب وتطويق المقاومة السياسية
إن جملة هذه الأحداث قد خلقت ما يمكن أن نصطلح عليه بحالة الاستثناء وما تستتبعه من سياسات وقوانين الطوارئ على مستوى المنتظم الدولي بأسره، وهو ما مكن الطغمة النافذة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف حلفائها في شتى بقاع العالم المتقدم وأذنابها في المجتمعات الخائبة من تحقيق وربح مزيد من الأهداف :
إحكام السيطرة على العالم عبر دول أو بلدان ذات مواقع استراتيجية (العراق وأفغانستان...)
منح الأنظمة التابعة مشروعية جديدة – حفظ الأمن – خاصة وأنها باتت مهددة بمواجهة غليان شعبي تؤججه السياسات المملاة من طرف الصندوق والبنك الدوليين (تحرير الأسواق وخوصصة الأملاك العامة والتنصل من مهام الرعاية الاجتماعية...) وتجدر الإشارة هنا إلى نبوءة المهدي المنجرة بخصوص اندلاع انتفاضات شعبية عارمة.
إشاعة النمط الاستهلاكي الأمريكي عبر تنفير الجماهير من الأنماط الثقافية التي تظهر تميزا عنه خاصة النمط الأصولي وما يظهره من معاداة لهذا النمط سواء على مستوى الزي أو المأكولات المصنعة وغيرها...
إحداث نوع من الاستجابة العكسية لدى شعوب البلدان العربية المستهدفة ثرواتها أولا بجعلها تعلق أملها في الخلاص على أفراد وجماعات على الأرجح متحكم فيها إن لم يكن تأثيرها سلبيا من أساسه.
الإبقاء على رواسب الأيديولوجيات المتمسحة بالدين والمكرسة لوهمية الخلاص كعائق أمام التغيير جنبا إلى جنب مع القيم الاستهلاكية الأمريكية وما تشيعه.(1)من دخول في دوامة اقتناء أشياء فاقدة لأي قيمة استعماليه حقيقية مقارنة بقيمتها الاستبدالية.

غاي ديبور والتفسير الجدلي للارهاب
لا شك أن هذه الأهداف التي سطرناها هاهنا تثير أكثر من سؤال، ولعل أهمها يتلخص في الإيحاء بوجود مؤامرة عالمية هدفها الأوحد السطو على حقوق الشرائح العريضة في العيش في ظل الديمقراطية والسلم الاجتماعي والمساواة، فالمسألة أبعد بكثير من أن تقلص في مجرد مؤامرة تحوكها أطراف معدودة، بل يمكن القول بأنها متغلغة ومتأصلة في ثنايا الكثير من سلوكاتنا العادية والبسيطة أحيانا إذ لكل منا إسهاماته في صنع الأحداث مهما كانت ضعيفة. ولعل ما سيقربنا أكثر من جوهر المسألة هو ما أورده غاي ديبور Guy Debord في كتابه:"تعليقات حول مجتمع المشهد" du spectacle commentaires sur la société : " هذه الديمقراطية وصلت من الاكتمال بحيث أخذت تصنع بنفسها عدوها اللذوذ : الإرهاب، وتريد بالأحرى أن يتم تقييمها بوساطة أعدائها قبل محصلة إنجازاتها." ويضيف : " البعض لا يرى في الإرهاب شيئا أكثر من تلاعب قذر تمارسه الأجهزة السرية والبعض الآخر يرى أنه لا ينبغي سوى انتقاد الافتقاد الكلي لدى هؤلاء الإرهابيين لكل حس تاريخي. في حين أن إعمال قليل من المنطق التاريخي يسمح بأن نستنتج أنه لا يوجد تناقض في القول بإمكان وجود أشخاص مفتقدين لكل حس تاريخي بحيث يمكن التلاعب بهم من طرف الأجهزة السرية." وتوريطهم بالتالي في مثل هذه الأنشطة الإرهابية. ويجد مثل هذا الكلام معناه حقيقة إذا ما ذكرنا بالارتباط الحيوي بين ما يلي : -تعزيز السلطة السياسية –الدعاية السياسية –وجود عدو خارجي أو داخلي. ذلك أن ما يضمن للسلطة السياسية قوتها ونفوذها هو الدعاية السياسية التي تمارسها خاصة مع الانحسار المتزايد الذي أخذت تعرفه طرق الإكراه المباشرة: المعتقلات.التعذيب.القمع التصفية... وهذه الدعاية السياسية لا تستطيع تحقيق هدفها بنجاعة، إلا إذا وجهت أنظار الشرائح العريضة إلى عدو تتمكن من خلاله من بلورة إجماع على أولوية محاربته على أي متطلبات أخرى. ليصبح مطية للتنصل من المسؤوليات الحقيقية لهذا النظام.ولننظر مثلا كيف استفاد النظام المغربي من مشكلة الصحراء باعتبارها بوابة استراتيجية على حد ما أوحى به على الأقل الدكتور محمد معتصم في كتابه الحياة السياسية المغربية من 1962 إلى1992 مكنت النظام من تحقيق إجماع على كونها القضية الوطنية الأولى وبالتالي صرف مختلف الأحزاب عن التدخل في شتى الشؤون الداخلية والخارجية الحساسة (2) وبالمثل شكلت القضية الفلسطينية على مستوى العالم العربي اجمع المشجب الذي تعلق عليه مختلف أزماته ورهاناته. فالدعاية السياسية لصيقة دائما بإثارة الخوف وبالموت ماعدا في حالة الحملات الانتخابية حيث يغلب عليها النمط الإعلاني الإشهاري الصرف، إلا أنها سرعان ما تعاود تركيزها على إثارة المخاوف مع استئناف الحياة السياسية وبعيد الحملات الانتخابية وهو ما يملى تضحيات فردية وجماعية من لدن المواطنين، يستلبون من خلالها وتسلب منهم باسمها حقوقهم الاجتماعية الأساسية, فمكافحة الإرهاب صرفت أنظار المواطنين الأمريكيين عن مطالبهم الاجتماعية وبررت في الآن نفسه مزيدا من استهداف شعوب العالم العربي والإسلامي، الشعب الأمريكي يمول الحرب والشعوب العربية تؤدى ضريبة الهزيمة. لكن ماذا الآن عن المقاومة ؟ وكيف نميزها عن هذه الأنشطة المكناة إرهابية ؟ يمكن القول أن المقاومة هي جملة الأفعال الرامية إلى الدفاع عن حقوق مشروعة، وبطرق مشروعة إنسانيا وتعد الروح الجماعية التي تصطبغ بها هذه الأفعال وما تقابل به من تأييد شعبي، أهم سمة تميز المقاومة عن الأعمال الإرهابية، ذلك أن هذه الأخيرة تبادر إليها جماعات أو خلايا محصورة العدد، وعادة ما تكون نتيجتها عكسية بحيث أنها من جهة تصبح مطية للنظام أو القوة المستهدفة لفرض مزيد من الإخضاع والسيطرة، ومن جهة أخرى تروع المواطنين وتزيد من نفورهم وعزوفهم عن العمل أو الفعل السياسي. فمثلا لا يمكن بتاتا أن نصطلح على العنف الذي تعرفه أو عرفته الساحات الجامعية المغربية بالمقاومة بل هو عين الإرهاب، ذلك أن مثل هذه الأحداث لم ينجم عنها إلا نوعا من الصد النفسي والانكفاء على الذات لدى الطالب إزاء التفاعل الإيديولوجي، الذي كان يشكل بالفعل حافزا مهما لخوض الطلبة غمار التثاقف والتحاور وتكوين شخصياتهم السياسية والفكرية، عكس ما هو عليه الحال اليوم حيث بات التسطيح واللامبالاة من أهم عناوين الساحة الجامعية. وبالمثل نجم عن الإرهاب قانون مكافحة الإرهاب الذي صادر حتى الحق في التعبير عن السخط بعبارات تشيد أو تتمنى التغيير العنيف...!



دور العامل السوسيونفسي في استنبات الخلايا الارهابية
بقي أن نتساءل عن التربة الاجتماعية التي تمكن مثل هذه الخلايا أو التنظيمات من الاستنبات داخلها. ولا محيد هنا عن الانفتاح على كتاب الدكتور مصطفى حجازي : " سيكولوجية الإنسان المقهور "، فعلى مستوى الخصائص الذهنية نجد أن غالبية أفراد المجتمعات المتخلفة يعانون من اضطراب في منهجية التفكير، إذ يتعاملون مع واقعهم متجردين من أي خطة مسبقة تساعدهم على مقاربته منطقيا، بل تسود الفوضى والتخبط والعشوائية، فالحديث عادة ما يتشعب ويذهب في أي مذهب في حالة من التداعي الحر للأفكار، والتي سرعان ما تبتعد عن الموضوع الأصلي مما يوقع في الغموض والحيرة اللذان يجعلان الفرد يلجأ إلى التمنيات بخروج سحري. ولهذا يسود التعصب والتشبث بالأحكام القطعية بعيدا عن أي محاولة للتحليل أو التوليف وبالأحرى امتلاك القدرة على التفكير الجدلي والعلمي تبعا لمبدأ التناقض (الديالكتيك) بدل مبدأ السببية الميكانيكية الجامدة. وعموما تنظر الذهنية المتخلفة إلى الواقع نظرة تفتيتية تكديسية في غياب تام لأي ترابط أو اتساق يعيد سبك ظواهر الواقع ويعيد إليها لحمتها في بنيات وعلاقات عضوية تمكن من ضبط حركيتها. أما على المستوى الانفعالي فالغالبية العظمى تعاني من طغيان الانفعالات بسبب المأزق المعيشي المزمن حيث يغلب التعاطي الانفعالي والوجداني مع المواقف بدل تحكبم العقل والمنطق قصد إرصانها. إذ الانفعالات ينبغي ضبطها ضمن حدود لا تتعداها فالإفراط في الانسياق خلفها يفقد الفرد القدرة على امتلاك واقعه علميا وعقلانيا ويؤدي اضمحلالها تجاه الواقع إلى حالة من البرود وعدم الاكتراث مما يوقع في التبلد الكلي. أما الإفراط في قمع الانفعالات فينجم عنه الوقوع في هوس التحليل والدقة والتركيز على التفاصيل التي ترهق الذهن وتفقد المرء دفء الحياة وحرارتها. وإذا أضفنا إلى كل هذا فشل التعليم في التأصل والتجدر في شخصية الفرد وتشكيله فقط لمجرد قشرة سطحية في النهاية وتغطي جميع أشكال التفكير السقيمة والسائدة نستطيع وبالضبط فهم الأسباب الكامنة وراء تفشي التعاطي الخرافي والغيبي مع ظواهر هذا الواقع. غير أن الأدهى هو ما يكمن في الحياة اللاواعية للأفراد حيث تدفعهم علاقات التسلط والقهر (السادو- مازوشية) المفروضة عليهم من كل صوب وحدب إلى التمسك بالتقليد والنكوص إلى أمجاد الماضي والتماهي بالمتسلط نفسه من حيث قيمه وأحكامه وعدوانه مما يعيد إنتاج نفس الذهنيات ونفس الأوضاع. اذا نظرنا من جهة أخرى إلى الباراديغم الذي قياسا عليه يحدث الحراك الاجتماعي واقصد هنا "الحريك" أو ما اسماه حجازي مرة أخرى بالهدر(3)، سنتمكن لا محالة من الخروج بفهم اعمق لهذه الظاهرة.فما يصطلح عليه بالهجرة السرية هو مجرد نتاج لبنية اوسع واشمل. ذلك ان " الحريك " لا يتمثل في الهجرة السرية فقط بل يمكن ان نتحدث أيضا عن: - حريك مافيات تخريب الاقتصاد الوطني إلى البرلمان عن طريق شراء الأصوات. - حريك التلميذ إلى مستوى أعلى عن طربق الغش. - حريك صغار الموظفين ومحدودي الدخل إلى مظاهر الفئات الميسورة عن طريق الغرق في القروض. - حريك المفكرين إلى معالجة قضايا بعيدة عن ماهو راهني وماهو ملح عن طريق الهروب إلى التراث أو اللوك التكراري لما أنتجه الغرب.... (4)فكيف لا يمارس الحريك شباب مدفوع من الخلف بمرارة الفقر ومجرور من الأمام بوعد جنة الاستشهاد الموهوم ومحاصر سياسيا ومعرفيا من أعلى وأسفل.


الحرب على الإرهاب
قامت بعض الدول على رأسها الولايات المتحدة بابتكار مصطلح الحرب على الإرهاب بشتى الوسائل الممكنة (حملات عسكرية واقتصادية وإعلامية) وتهدف إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب. بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي جورج و. بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف.
في مايو 2010 قررت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التخلي عن مصطلح "الحرب على الإرهاب", والتركيز على ما يوصف بـ"الإرهاب الداخلي", وذلك في إستراتيجيتها الجديدة للأمن القومي. ونصت الوثيقة على أن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب عالمية على "الإرهاب" أو على "الإسلام", بل هي حرب على شبكة محددة هي تنظيم القاعدة و"الإرهابيين" المرتبطين به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق